كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> ما ذكر من أن لفظ الحديث مقام الرجل في الصف هو ما في الكتاب كغيره عن عمران ابن حصين لكن وقع في المصابيح والمشكاة وغيرهما عنه مقام الرجل بالصمت وشرحه شارحوها عليه فقالوا‏:‏ أي منزلته عند اللّه أفضل من عبادة ستين سنة لأن في العبادة آفات يسلم منها بالصمت كما قال في الحديث الآخر من صمت نجا‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ وكذا البيهقي كلهم في الجهاد ‏(‏عن عمران‏)‏ بن حصين قال الحاكم‏:‏ على شرط البخاري وأقره الذهبي وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني‏:‏ فيه عبد اللّه بن صالح كاتب الليث وثقه ابن معين وضعفه أحمد‏.‏

8195 - ‏(‏مكارم الأخلاق من أعمال الجنة‏)‏ أي من الأعمال المقربة إليها، قال البعض‏:‏ هذا من إضافة الصفة للموصوف كقولهم جرد قطيفة وأخلاق ثياب قال الراغب‏:‏ كل شيء يشرف في بابه فإنه يوصف به قال تعالى ‏{‏وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج‏}‏ وإذا وصف اللّه تعالى بمكارم الأخلاق فهو اسم لإحسانه وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي كالمنذري‏:‏ وإسناده جيد‏.‏

*1* الجزء السادس‏.‏

*2* ‏[‏تابع حرف الميم‏]‏

8196 -‏[‏ص 2‏]‏ ‏(‏مكارم الأخلاق عشرة‏)‏ هذا الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا ‏(‏تكون في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في الابن ولا تكون في الأب وتكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها اللّه لمن أراد به السعادة‏:‏ صدق الحديث‏)‏ لأن الكذب يجانب الإيمان لأنه إذا قال كذا ولم يكن قد افترى على اللّه بزعمه أنه كونه فصدق الحديث من الإيمان ‏(‏وصدق الناس‏)‏ لأنه من الثقة باللّه شجاعة وسماحة ‏(‏وإعطاء السائل‏)‏ لأنه من الرحمة ‏(‏والمكافأة بالصنائع‏)‏ لأنه من الشكر ‏(‏وحفظ الأمانة‏)‏ لأنه من الوفاء ‏(‏وصلة الرحم‏)‏ لأنها من العطف ‏(‏والتذمم للجار‏)‏ لأنه من نزاهة النفس ‏(‏والتذمم للصاحب وإقراء الضيف‏)‏ لأنه من السخاء فهذه مكارم الأخلاق الظاهرة وهي تنشأ من مكارم الأخلاق الباطنة ‏(‏ورأسهن‏)‏ كلهن ‏(‏الحياء‏)‏ لأنه من عفة الروح فكل خلق من هذه الأخلاق مكرمة لمن منحها يسعد بالواحد منها صاحبها فكيف بمن جمعت له كلها‏؟‏ والأخلاق الحسنة كثيرة وكل خلق حسن فهو من أخلاق اللّه واللّه يحب التخلق بأخلاقه فكل مكرمة من هذه الأخلاق يمنحها العبد فهي له شرف ورفعة في الدارين‏.‏ وخرج البيهقي والحاكم والحكيم أن علياً كرم اللّه وجهه قال‏:‏ سبحان اللّه ما أزهد الناس في الخير عجب لرجل يجيئه أخوه لحاجة لا يرى نفسه للخير أهلاً فلو كنا لا نرجو ثواباً ولا نخاف عقاباً لكان لنا أن نطلب مكارم الأخلاق لدلالتها على النجاح فقام إليه رجل فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين أسمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ نعم، وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن العاص لو أن المكارم كانت سهلة لسابقكم إليها اللثام لكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏هب‏)‏ كلاهما من طريق أيوب الوزان عن الوليد بن مسلم عن ثابت عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح ولعله من كلام بعض السلف وثابت بن يزيد ضعفه يحيى والوليد بن الوليد قال الدارقطني‏:‏ منكر الحديث قال الحاكم‏:‏ وفي اللسان ثابت بن يزيد الذي أدخله الوليد بينه وبين الأوزاعي مجهول وينبغي الحمل فيه عليه قال البيهقي في الشعب عقبه‏:‏ وروي بإسناد آخر ضعيف موقوف على عائشة وهو به أشبه اهـ‏.‏ وهو به صريح في شدة ضعف المرفوع الذي آثره المصنف‏.‏

8197 - ‏(‏مكان الكي التكميد‏)‏ أي يقوم مقامه ويغني عنه لمن ناب علته الكي وهو أن يسخن خرقة وسخة دسمة وتوضع على العضو والوجع مرة بعد أخرى ليسكن، والخرقة الكمادة، ذكره الزمخشري ‏(‏ومكان العلاق السعوط‏)‏ أي بدل إدخال الأصبع في حلق الطفل عند سقوط لهاته أن يسعط بالقسط البحري مرة على مرة ‏(‏ومكان النفخ للدود‏)‏ يعني أن هذه الثلاثة تبدل من هذه الثلاثة وتوضع محلها فتؤدي مؤداها في النفع والشفاء وهي أسهل مأخذاً وأقل مؤونة‏.‏ ذكره الزمخشري‏.‏

- ‏(‏حم عن عائشة‏)‏‏.‏

‏[‏ص 3‏]‏ 8198 - ‏(‏مكتوب في الإنجيل كما تدين‏)‏ بفتح التاء وكسر الدال بضبط المصنف ‏(‏تدان‏)‏ بضم التاء بضبطه قال الزمخشري‏:‏ سمي الفعل المجازي فيه باسم الجزاء كما سميت الإجابة باسم الدعوة في قوله تعالى ‏{‏له دعوة الحق‏}‏ وفي الفردوس الدين يحتمل معان وهنا الجزاء يعني كما تجازي تجازى وقيل كما تصنع يصنع بك ‏(‏وبالكيل الذي تكيل تكتال‏)‏ وعليه قيل‏:‏

فان كنت قد أبصرت هذا فإنما * يصدق قول المرء ما هو فاعله

ففيك إلى الدنيا اعتراض و إنما * يكال لدى الميزان ما أنت كايله

وقد خانت الدنيا قرونا تتابعوا * كما خان أعلا البيت يوما أسافله‏.‏

- ‏(‏فر عن فضالة بن عبيد‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن الديلمي أسنده في مسند الفردوس وليس كذلك بل ذكره بغير سند وبيض له ولده وروى الإمام أحمد في الزهد بسند عن مالك بن دينار قال‏:‏ مكتوب في التوراة كما تدين تدان وكما تزرع تحصد‏.‏

8199 - ‏(‏مكتوب في التوراة من بلغت له ابنة اثنتي عشرة سنة فلم يزوجها فأصابت إثماً‏)‏ يعني زنت فإثم ذلك عليه لأنه السبب فيه بتأخير تزويجها المؤدي إلى فسادها‏.‏ وذكر الاثنتي عشرة سنة لأنها مظنة البلوغ المثير للشهوة‏.‏

- ‏(‏هب عن عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏وعن أنس‏)‏ بن مالك وحديث أنس هذا أورده البيهقي من طريق شيخه الحاكم قال عقبه‏:‏ قال الحاكم‏:‏ هذا وجده في أصل كتابه يعني بكر بن محمد عبدان الصدفي وهذا الإسناد صحيح والمتن شاذ بمرة قال البيهقي‏:‏ إنما نرويه بالإسناد الأول وهو بهذا الإسناد منكر‏.‏

8200 - ‏(‏مكتوب في التوراة من سره أن تطول حياته ويزاد في رزقه فليصل رحمه‏)‏ فإن صلة الرحم تزيد في العمر وفي الرزق وقد مر معنى هذا في عدة أخبار‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في البر والصلة ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وقال‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال المنذري‏:‏ رواه الحاكم والترمذي بإسناد لا بأس به‏.‏

8201 - ‏(‏مكة أم القرى‏)‏ قال المصنف في ساجعة الحرم‏:‏ عن مجاهد وغيره خلق اللّه موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق الأرض بألفي عام وكان موضع البيت حشفة على الماء ترى ومنها دحيت الأرض ولذلك سميت أم القرى ولها أيضاً أسماء كثيرة‏.‏

- ‏(‏عد عن بريدة‏)‏ قال ابن الجوزي في العلل‏:‏ حديث لا يصح وهشام بن مصك أحد رجاله قال أحمد‏:‏ مطروح الحديث وقال الفلاس‏:‏ متروك‏.‏

8202 - ‏(‏مكة مناخ‏)‏ بضم الميم أي محل للمناخ أي إبراك الإبل ونحوها ‏(‏لا تباع رباعها ولا تؤاجر بيوتها‏)‏ لأنها غير مختصة بأحد بل هي موضع لأداء المناسك، قال أبو حنيفة‏:‏ فأرض الحرم موقوفة فلا يجوز تملكها لأحد‏.‏ وتأول الحديث من أجاز بيع دورها بأنه إنما منع من ذلك لنفسه وصحبه لكونهم هاجروا منها للّه فلا يرجعون في شيء منها‏.‏

‏[‏وقال في السراج المنير‏:‏ وبه أخذ أبو حنيفة فقال لا يجوز تملكها لأحد، وخالفه الجمهور فأولوا الخبر‏.‏ انتهى من السراج المنير‏.‏ فليعلم قليلوا العلم والمطالعة من المتعصبين، عن حقيقة التزام أبي حنيفة بنص الحديث وتركه الرأي، خلاف ما يتوهمون‏.‏ ومثل هذه المواقف كثيرة حيث يأخذ بظاهر الحديث ويترك الرأي والتأويل وإن خالفه غيره من المجتهدين، جزاهم الله الخير أجمعين‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏ك‏)‏ في البيع من حديث إسماعيل ضعفوه فالصحة من أين‏؟‏ وعده في الميزان من مناكير إسماعيل هذا‏.‏

8203 - ‏(‏ملئ‏)‏ بضم الميم وفتح الهمزة بضبطه ‏(‏عمار‏)‏ بن ياسر ‏(‏إيماناً إلى مشاشه‏)‏ بضم الميم ومعجمتين أولاهما خفيفة يعني اختلط الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وامتزج بسائر أجزائه امتزاجاً لا يقبل التفرقة فلا يضره الكفر حين أكرهه عليه كفار مكة بضروب العذاب وفيه نزل ‏{‏إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان‏}‏ قال في الفتح‏:‏ وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره اللّه الشيطان الرجيم ومن ثم جاء عن ابن مسعود في الصحيح أن عماراً أجاره اللّه من الشيطان‏.‏

- ‏(‏ه عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ‏(‏ك عن ابن مسعود‏)‏ وفي الباب عائشة عند البزار قالت‏:‏ ما أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمار فإني سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح، وقال ابن حجر في الفتح‏:‏ إسناده صحيح قال‏:‏ وقد جاء في حديث آخر عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه خرجه النسائي بسند صحيح اهـ‏.‏

8204 - ‏(‏ملعون من أتى امرأة في دبرها‏)‏ أي جامعها فيه فهو من أعظم الكبائر إذا كان هذا في المرأة فكيف بالذكر وما نسب إلى مالك في كتاب السر من حل دبر الحليلة أنكره جمع‏.‏

- ‏(‏حم د‏)‏ وكذا النسائي وابن ماجه كلهم في النكاح من طريق سهل بن أبي صالح عن الحارث بن مخلد ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن حجر‏:‏ والحارث بن مخلد ليس بمشهور وقال ابن القطان‏:‏ لا يعرف حاله وقد اختلف فيه على سهل اهـ فرمز المصنف لصحته غير مسلم‏.‏

8205 - ‏(‏ملعون من سأل بوجه اللّه وملعون من سئل بوجه اللّه ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ لعنة فاعل ذلك لا يناقضها ما مر من استعاذة النبي صلى اللّه عليه وسلم بوجه اللّه لأن ما هنا في جانب طلب تحصيل الشيء إما في دفع الشر ورفع الضر فلعله لا بأس به أو النهي إنما هو عن سؤال المخلوقين به وكنى عن سؤال اللّه به في الأمور الدنيوية‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي موسى‏)‏ الأشعري رمز لحسنه قال الحافظ العراقي في شرح العمدة‏:‏ إسناده حسن وقال الهيثمي‏:‏ فيه من لم أعرفه وقال في موضع آخر‏:‏ رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

8206 - ‏(‏ملعون من ضار‏)‏ بالفتح مصدر ضره يضره إذا فعل به مكروهاً ‏(‏مؤمناً أو مكر به‏)‏ أي خدعه بغير حق أي هو مبعود من رحمة اللّه يوم القيامة جزاء على فعله حتى يسترضي خصمه أو يدركه اللّه بعفوه‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في البر ‏(‏عن أبي بكر‏)‏ الصديق وقال‏:‏ غريب ولم يبين لم لا يصح، وذلك لأن فيه فرقد السنجي وهو وإن كان صالحاً حديثه منكر قال البخاري‏:‏ وساقه في الميزان من مناكيره وفيه أبو سلمة الكندي قال ابن معين‏:‏ ليس بشيء وقال البخاري‏:‏ تركوه‏.‏

8207 - ‏(‏ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه‏)‏ إنما استحق ساب أبويه اللعن لمقابلته نعمة الأبوين بالكفران وانتهائه إلى غاية العقوق والعصيان كيف وقد قرن اللّه برهما بعبادته - وإن كانا كافرين - وبتوحيده وشريعته ‏(‏ملعون من ذبح لغير اللّه‏)‏ قال القرطبي‏:‏ إن كان المراد الكافر الذي ذبح للأصنام فلا خفاء بحاله وهي التي أهل بها والتي قال اللّه فيها ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه‏}‏ وأما إن كان مسلماً فتناوله عموم هذا اللعن لا تحل ذبيحته لأنه لا يقصد به الإباحة الشرعية وقد ‏[‏ص 5‏]‏ مر أنها شرط في الذكاة ويتصور ذبح المسلم لغير اللّه فيما إذا ذبح مجرباً لآلة الذبح أو اللهو ولم يقصد الإباحة وما أشبهه، وقال بعضهم‏:‏ ذهب داود وإسحاق وعكرمة إلى أن ما ذبحه غير المالك تعدياً كالسارق لا يوكل وهو قول شاذو الأئمة الأربعة علي حله لوقوع الذكاة بشروطها من المتعدي ‏(‏ملعون من غيَّر تخوم الأرض‏)‏ أي معالمها وحدودها قال الزمخشري‏:‏ روي بضم أوله وفتحه وهي مؤنثة والتخوم جمع لا واحد له وقيل وواحدها تخم والمراد تغيير حدود الحرم التي حددها إبراهيم وهو عام في كل حد ليس لأحد أن يزوي من حد غيره شيئاً اهـ‏.‏ وقيل أراد المعالم التي يهتدى بها في الطريق قال القرطبي‏:‏ والمغير لها إن أضافها إلى ملكه فغاصب وإلا فمتعد ظالم مفسد لملك الغير ‏(‏ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة‏)‏ أي جامعها ‏(‏ملعون من عمل بعمل قوم لوط‏)‏ من إتيان الذكور شهوة من دون النساء وأخذ من اقتصاره على اللعنة وعدم ذكره القتل أن كلاً منهما لا يقتل وعليه الجمهور وذهب البعض إلى قتلهما تمسكاً بخبر اقتلوا الفاعل والمفعول به وخبر من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة وفي كل مقال‏.‏

- ‏(‏حم عن ابن عباس‏)‏ وفيه محمد بن سلمة فإن كان السعدي فواهي الحديث أو البناني فتركه ابن حبان كما بينه الذهبي، وفيه محمد بن إسحاق، وفيه عمرو بن أبي عمرو لينه يحيى‏.‏

8208 - ‏(‏ملعون من فرَّق‏)‏ بالتشديد زاد الطبراني في روايته بين الوالدة وولدها وبين الأخ وأخيه اهـ‏.‏ والمراد أنه مبعود من منازل الأخيار ومواطن الأبرار لا أنه مطرود من الرحمة بالكلية فالتفريق بين الأصل وفرعه في بعض صوره حرام شديد التحريم، وفي بعضها مكروه شديد الكراهة لما فيه من البلاء العظيم والخطر الجسيم، ومن ثم قيل‏:‏

لقتل بحد السيف أسهل موقعا * على النفس من قتل بحد فراق‏.‏

أما بين الأخوين والأختين فجوَّزه الشافعي مطلقاً ومنعه أبو حنيفة أخذاً بمثل هذا الخبر واختلف أصحاب مالك في ذلك فجوَّزه بعضهم حتى بين الأصل والفرع ومنعه آخرون، وأجازه بعض منهم بالإذن دون غيره‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في البيع ‏(‏هق‏)‏ كلاهما ‏(‏عن عمران‏)‏ بن الحصين قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي ورواه الدارقطني عن عمران من هذا الوجه‏.‏

8209 - ‏(‏ملعون من لعب بالشطرنج‏)‏ بكسر الشين بضبط المصنف‏.‏ قال في درّة الغواص‏:‏ يقولون للعبة الهندية الشطرنج بالشين والقياس كسرها لأن الاسم الأعجمي إذا عرب ردّ إلى ما يستعمل من نظائره وزناً وصيغة وليس في كلامهم فعلنل بكسرها وقد جوَّزوا كونه بشين معجمة من المشاطرة وبمهملة من التسطير ‏(‏والناظر إليها كآكل لحم الخنزير‏)‏ قال الذهبي‏:‏ وأكل لحم الخنزير حرام بإجماع المسلمين، ومن ثم ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى تحريمه أعني الشطرنج، وقال الشافعي‏:‏ يكره ولا يحرم فقد لعبه جماعة من الصحب ومن لا يحصى من التابعين ومن بعدهم وقال الحافظ‏:‏ لم يثبت في تحريمه حديث صحيح ولا حسن‏.‏

- ‏(‏عبدان‏)‏ في الصحابة ‏(‏وأبو موسى‏)‏ في الذيل ‏(‏وابن حزم‏)‏ كلهم في الصحابة من طريق عبد المجيد بن أبي داود عن ابن جريج ‏(‏عن حبة بن مسلم مرسلاً‏)‏ هو تابعي لا يعرف إلا بهذا الحديث، وفي الميزان إنه خبر منكر اهـ‏.‏ وروى الجملة الأولى منه الديلمي من حديث أنس، وقضية صنيع المؤلف أن مخرجيه سكتوا عليه والأمر بخلافه بل قال عقبه ابن حزم‏:‏ حبة مجهول والإسناد منقطع وقال ابن القطان‏:‏ حبة مجهول ‏[‏ص 6‏]‏ قال‏:‏ وقيل‏:‏ إنه حبة بن سلمة أخو شقيق بن سلمة وهو لا يعرف أيضاً كذا في الإصابة‏.‏

8210 - ‏(‏ملك موكل بالقرآن فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه قومه الملك ثم رفعه‏)‏ إلى اللّه ‏(‏قواماً‏)‏ والمراد بعدم تقويمه تحريفه واللحن فيه لحناً يغير المعنى لكن الذي يتجه أن هذا في غير العامد أما هو فإنه إذا قرأه محرفاً فليس بقرآن‏.‏

- ‏(‏الشيرازي في‏)‏ كتاب ‏(‏الألقاب عن أنس‏)‏ بن مالك، وظاهر صنيع المؤلف أنه لا يوجد مخرجاً لأشهر من الشيرازي مع أن الحاكم والديلمي خرجاه‏.‏

8211 - ‏(‏مملوكك يكفيك‏)‏ أي مؤونة الخدمة ‏(‏فإذا صلى فهو أخوك‏)‏ أي في الإسلام ‏(‏فأكرموهم‏)‏ أي المماليك ‏(‏كرامة أولادكم‏)‏ أي مثلها ‏(‏وأطعموهم مما تأكلون‏)‏ أي من جنس أقواتكم والأكمل من نفس طعامكم بأن يأكل السيد وعبده من إناء واحد‏.‏

<تنبيه> قال ابن العربي‏:‏ سابقة الحرية عليها خلق الإنسان لكنه لما عصى اللّه ضرب له الرق وأدخله تحت ذلّ المملوكية وجعل في ذلك رفقاً للأحرار وإبقاء الرق على النسل أثر من آثار الكفر يعمل على أصله حتى إذا تأكدت العقوبة واستمرت وقع الزجر موقعه كما أن العدة لما كانت أثراً من آثار النكاح عملت عمل أصلها في جمل من الأحكام‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي بكر‏)‏ الصديق‏.‏

8212 - ‏(‏من اللّه تعالى لا من رسوله، لعن اللّه قاطع السدر‏)‏ أي سدر الحرم‏.‏

- ‏(‏طب هق عن معاوية بن حيدة‏)‏ قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني‏:‏ فيه يحيى بن الحارث قال العقيلي‏:‏ لا يصح حديثه يعني هذا الحديث اهـ، وقال الذهبي بعد ما عزاه للبيهقي‏:‏ ضعيف جداً وفي معناه أحاديث أخر كلها ضعيفة إلا خبر جريج‏.‏

8213 - ‏(‏من البر أن تصل صديق أبيك‏)‏ أي في حياته وبعد موته، وفي رواية مرت‏:‏ إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ودَّ أبيه، والبر هو الإحسان وأبر البر أحسنه وأفضله وأبر البر من قبيل جل جلاله وجد جده وجعل الجد جاداً وإسناد الفعل إليه وجعل الجلال جليلاً وإسناد الفعل إليه فجعل البر بارّاً ويبنى منه أفعل التفضيل وكذا كل ما هو من هذا القبيل نحو أفضل الفضل وأفجر الفجور وكون ذلك من البر لأن الولد إذا وصل ودّ أبيه اقتضى ذلك الترحم عليه والثناء الجميل فتصل إلى روحه راحة بعد زوال المشاهدة المستوجبة للحياء وذلك أشد من كونه بارّاً في حياته‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك اهـ‏.‏ وبه يعرف ما في رمز المؤلف لحسنه‏.‏

8214 - ‏(‏من التمر والبسر‏)‏ بكسر الباء بضبط المصنف ‏(‏خمر‏)‏ أي إن الخمر التي جاء القرآن بتحريمها تصنع منهما لأن ذلك يختص بما صنع من العنب كما ذهب إليه الكوفيون وقد خطب عمر رضي اللّه عنه على المنبر بحضرة أكابر الصحب وبين أن المراد بالخمر في الآية ليس خاصاً بالمتخذ من العنب بل يتبادل المتخذ من غيرها وأن الخمر ما خامر العقل أي ستره من أي شيء كان‏.‏

- ‏(‏طب عن جابر‏)‏ رمز لحسنه وظاهر عدوله للطبراني واقتصاره عليه أنه لم يخرجه أحد من الستة ‏[‏ص 7‏]‏ وليس كذلك بل خرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن النعمان بن بشير يرفعه بزيادة ولفظه إن من الحنطة خمراً وإن من الشعير خمراً ومن التمر خمراً ومن الزبيب خمراً ومن العسل خمراً اهـ‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن غريب وقال الصدر المناوي‏:‏ سنده صحيح‏.‏

8215 - ‏(‏من الجفاء‏)‏ وهو ترك البر والصلة وغلظ الطبع ‏(‏أن أذكر عند الرجل‏)‏ لم يرد رجلاً معيناً فهو كالنكرة فعومل معاملتها كما في قوله‏:‏ ‏"‏ولقد أمر على اللئيم يسبني‏"‏ بل وذكر الرجل وصف طردي والمراد الإنسان ولو أنثى أو خنثى ‏(‏فلا يصلي عليَّ‏)‏ لغلظ طبعه وعدم مروءته فمن ذكر عندهم ولم يصل عليه فقد جفاه ولا يجوز لمؤمن لمنافاته كمال حبه ومن هذا الحديث ونحوه أخذ جمع من الأئمة من المذاهب الأربعة وجوب الصلاة عليه كلما ذكر‏.‏

- ‏(‏عب عن قتادة مرسلاً‏)‏ ورواه عنه أيضاً النميري وعبد الرزاق في جامعه قال القسطلاني‏:‏ ورواته ثقات اهـ‏.‏

8216 - ‏(‏من الحنطة خمر ومن التمر خمر ومن الشعير خمر ومن الزبيب خمر ومن العسل خمر‏)‏ تمامه عند مخرجه وأنا أنهاكم عن كل مسكر، ولأبي داود من وجه آخر عن الشعبي عن النعمان بلفظ إن من العنب خمراً وإن من العسل خمراً وإن من البر خمراً وإن من الشعير خمراً ولأحمد من حديث أنس بسند قال ابن حجر‏:‏ صحيح ‏"‏الخمر من العنب والعسل والحنطة والشعير والذرة، وفي رواية الخلعي ذكر الزبيب بدل الشعير قال البيهقي‏:‏ ليس المراد الحصر فيما ذكر بل إن الخمر يتخذ من غير العنب، وجعل الطحاوي هذه الأحاديث متعارضة وأجيب بحمل حديث جابر وما أشبهه على الغالب أي أكثر ما يتخذ الخمر من العنب والبسر وحمل هذا الحديث على إرادة استيعاب ذكر ما عهد حينئذ أنه يتخذ منه الخمر، والحاصل أن المراد بيان أن الخمر يطلق على ما لا يتخذ من العنب لا خصوص المذكورات، وإذا ثبت كون كل مسكر خمراً من الشارع كان حقيقة شرعية وهي مقدمة على الحقيقة اللغوية، فالمتخذ من هذه المذكورات يحرم شربه ويحد شاربه عند الشافعي ومالك وأحمد وهو حجة على أبي حنيفة في قوله‏:‏ إنما يحرم عصير تمر أو عنب‏.‏

- ‏(‏ه حم عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال ابن حجر‏:‏ ومن هذا الوجه خرجه أصحاب السنن‏.‏

8217 - ‏(‏من الزرقة يمن‏)‏ يعني أن زرقة عين الإنسان دالة على البركة والخير غالباً لسر علمه الشارع‏.‏

- ‏(‏خط عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن الخطيب خرجه وأقره والأمر بخلافه فانه أورده في ترجمة إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب وذكر أنه ضعيف منكر الحديث لا يحتج به اهـ‏.‏ وأقول‏:‏ فيه أيضاً الحارث بن أبي أسامة صاحب المسند أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال‏:‏ ضعيف وسليمان بن أرقم قال الذهبي‏:‏ تركوه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال‏:‏ سليمان متروك وإسماعيل لا يحتج به‏.‏

8218 - ‏(‏من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه‏)‏ أي ببشاشة وإظهار بشر فإن فاعل ذلك يكتب له به ثواب التصدق بشيء من ماله لأنه من الإحسان المأمور به‏.‏

- ‏(‏هب عن الحسن البصري مرسلاً‏)‏

8219 - ‏(‏من الصدقة أن تعلم‏)‏ بفتح العين وشد اللام بضبط المصنف قال القاضي‏:‏ والتعليم فعل يترتب عليه العلم غالباً ولذلك ‏[‏ص 8‏]‏ يقال علمته فلم يتعلم‏.‏

- ‏(‏أبو خيثمة في‏)‏ كتاب ‏(‏العلم عن الحسن مرسلاً‏)‏ وهو البصري‏.‏

8220 - ‏(‏من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم‏)‏ يقال طال عليه واستطال إذا علا وترفع عليه ‏(‏ومن الكبائر السبتان‏)‏ بباء موحدة ومثناة فوقية بضبط المصنف ‏(‏بالسبة‏)‏ الواحدة أي أن يشتمك الرجل شتمة فتشتمه شتمتين في مقابلتها‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏ذم الغضب عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

8221 - ‏(‏من المذي‏)‏ بفتح فسكون أو كسر ‏(‏الوضوء‏)‏ أي واجب ‏(‏ومن المني‏)‏ بكسر النون وتشديد الياء ‏(‏الغسل‏)‏ أي واجب قال الشارح‏:‏ فيه أنه أي المذي لا يوجب الغسل بل الوضوء وأنه نجس ولهذا أوجب النبي صلى اللّه عليه وسلم غسل الذكر اهـ‏.‏ فأنت تعلم بأن ايحاب الوضوء منه لا يوجب نجاسته لأن الخارج الطاهر ناقض وإنما علمت نجاسته من دليل منفصل اهـ‏.‏

<تنبيه> حكمة إيجاب غسل الجنابة أنها بعد عن القرب من الطاهر الطيب تعالى وهو فعل حدث تنزه عنه وسبح نفسه عن قول من نسب إليه ذلك لأنه فعل من زوجين لا يقوم إلا باجتماعهما وهو الفرد المنفرد الذي لا قرين له فأمر المكلف بغسل جميع بدنه ليخف القلب ويطهر من ثقل فعل الجنابة التي هي في نهاية البعد عن أوصاف الواحد الفرد فإذا طهر صلح لأن يذكر كلام الحق تعالى ويذكره فيتطهر الجسد ظاهراً بطهر القلب من استغراق الشهوة التي غلبته واستغرق وغاب بها عن ذكر اللّه وينبغي للمغتسل أن يتذكر مع غسل أعضائه ما وقع فيه مما يبعد عن اللّه ويتوب منها والتنظف لدخوله على ملك الموت‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ وكذا ابن ماجه في الطهارة ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

8222 - ‏(‏من المروءة أن ينصت الرجل لأخيه‏)‏ أي في الإسلام ‏(‏إذا حدثه‏)‏ فلا يعرض عنه ولا يشتغل بحديث غيره فإن فيه استهانة به ‏(‏ومن حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه‏)‏ في الإسلام ‏(‏إذا انقطع شسع نعله‏)‏ حتى يصلحه ويمشي لأن مفارقته ربما أورثت ضغينة‏.‏

- ‏(‏خط عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

8223 - ‏(‏من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته‏)‏ الظاهر أن المراد تجارته فيما تعم حاجتهم إليه من الأقوات وغيرها ويحتمل الإطلاق‏.‏

- ‏(‏طب عن رجل‏)‏‏.‏

8224 - ‏(‏من أسوأ الناس منزلة‏)‏ أي عند اللّه ‏(‏من أذهب آخرته بدنيا غيره‏)‏ ومن ثم سماه المتشرعة أخس الأخساء فقالوا‏:‏ لو أوصى للأخس صرف له‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ وفيه شهر بن حوشب أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ لا يحتج به ووثقه ابن معين‏.‏

8225 - ‏(‏من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله‏)‏ قال المظهر‏:‏ الباء في بأهله باء التعدية ‏[‏ص 9‏]‏ كما في قوله بأبي أنت وأمي يعني يتمنى أحدهم أن يكون مفدياً بأهله لو اتفقت رؤيتهم إياه ووصولهم إليه، وقال الطيبي‏:‏ لو هنا كما في قوله تعالى ‏{‏ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ لا بد لقوله يودّ من مفعول فلو مع ما بعده نزل منزلته كأنه قيل يود أحدهم ويحب ما لا يلزم قوله لو رآني بأهله أي يفديني بأهله وماله ليراني‏.‏

- ‏(‏م عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

8226 - ‏(‏من أشراط الساعة‏)‏ أي علاماتها ‏(‏أن يتباهى‏)‏ أي يتفاخر مبتدأ ومن أشراط خبره قدم للاهتمام لا للاختصاص إذا أشراطها كثيرة ‏(‏الناس‏)‏ المسلمون ‏(‏في المساجد‏)‏ أي يتفاخرون بتشييدها ويراؤون بتزيينها كما فعل أهل الكتاب بعد تحريف دينهم وأنتم تصيرون إلى حالهم فإذا صرتم كذلك فقد جاء أشراطها وقد كان المسجد على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم مبني باللبن وسقفه الجريد وعمده جذوع النخل فزاد فيه عمر فبناه على بناء النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم غير فيه عثمان فزاد فيه وبنى جدره وعمده بحجارة وسقفه بالساج ذكره الطيبي، وذهب الجمهور إلى كراهية نقش المسجد وتزويقه، وشرذمة إلى عدم كراهته لأن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لم يذم ذلك وما كل علامة على قرب الساعة تكون مذمومة بل ذكر لها أمراً ذمها كارتفاع الأمانة وأموراً حمدها كزخرفة المساجد وأموراً لا تحمد ولا تذم كنزول عيسى فليس أشراط الساعة من الأمور المذمومة‏.‏

- ‏(‏ن عن أنس‏)‏ بن مالك ورواه عنه أيضاً أبو داود وابن ماجه في الصلاة فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد النسائي به عن الستة غير جيد‏.‏

8227 - ‏(‏من أشراط الساعة الفحش والتفحش‏)‏ أي ظهورهما وغلبتهما في الناس ‏(‏وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن‏)‏‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف اهـ ورمز المصنف لحسنه‏.‏

8228 - ‏(‏من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين‏)‏ تحيته ‏(‏وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف‏)‏ دون من لم يعرفه ‏(‏وأن يبرد الصبي الشيخ‏)‏ أي يجعله رسوله في حوائجه‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث سلمة بن كهيل ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح إلا أن سلمة وإن كان سمع من الصحابة لم أجد له رواية عن ابن مسعود‏.‏

8229 - ‏(‏من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين‏)‏ الرجل والمرأة ‏(‏في النكاح‏)‏ أي أن تكون واسطة بينهما فيه متسبباً في إيقاعه مرغباً لكل منهما في صاحبه‏.‏ يعني إذا وجدت الكفاءة وتوفرت الشروط وظهر وجه المصلحة‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي رهم‏)‏ بضم الراء وسكون الهاء وأبو رهم في الصحابة أنماري وسمعي وظهري وغفاري وأشعري وأرحبي فلو ميزه لكان أولى‏.‏

8230 - ‏(‏من أفضل العمل إدخال السرور‏)‏ أي الفرح ‏(‏على المؤمن‏)‏ إذا كان ذلك من المطلوبات الشرعية كأن ‏(‏تقضي عنه ‏[‏ص 10‏]‏ ديناً‏)‏ لا يقدر على وفائه ويحتمل الإطلاق لأن تحمل ذلك عنه يسره غالباً ‏(‏تقضي له حاجة‏)‏ لا يستطيع إبلاغها أو يستطيعه ‏(‏تنفس له كربة‏)‏ من الكرب الدنيوية أو الأخروية فكل واحدة من هذه الخصال من أفضل الأعمال بلا إشكال بل ربما وقع في بعض الأحيان أن يكون ذلك من فروض الأعيان‏.‏

- ‏(‏هب عن‏)‏ محمد ‏(‏بن المنكدر مرسلاً‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أنه لم يقف عليه مسنداً وإلا لما عدل لرواية إرساله واقتصر عليها وهو عجب فقد خرجه الدارقطني في غرائب مالك من روايته عن ابن دينار عن ابن عمر مرفوعاً وقال‏:‏ فيه ضعف‏.‏

8231 - ‏(‏من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة‏)‏ أي عظمها وهو بالجيم من انتفج جنبا البعير إذا ارتفعا وعظما خلقة وبخاء معجمة وهو ظاهر‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد الرحمن بن يوسف ذكر له في الميزان هذا الحديث وقال‏:‏ إنه مجهول وحديثه غير محفوظ اهـ ورواه الطبراني في الصغير وزاد وأن يرى الهلال بليلة فيقال لليلتين قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي ولم أجد من ترجمه‏.‏

8232 - ‏(‏من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً‏)‏ بفتح القاف والباء أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب ‏(‏فيقال لليلتين‏)‏ أي هو ابن ليلتين ‏(‏وأن تتخذ المساجد طرقاً‏)‏ للمارة يدخل الرجل من باب ويخرج من باب فلا يصلي فيه تحية ولا يعتكف فيه لحظة ‏(‏وأن يظهر موت الفجأة‏)‏ فيسقط الإنسان ميتاً وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطى مصالحه‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ رواه في الصغير والأوسط عن شيخه الهيثم بن خالد المصيصي وهو ضعيف اهـ‏.‏

8233 - ‏(‏من اقتراب الساعة هلاك العرب‏)‏ لفظ الرواية فيما وقفت عليه من النسخ إن من إلخ‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في المناقب ‏(‏عن طلحة بن مالك‏)‏ الخزاعي وقيل الأسلمي قال الذهبي‏:‏ نزل البصرة وله حديث روته عنه مولاته أم جرير قال الترمذي‏:‏ غريب إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب اهـ وأم جرير لم يرو لها سوى الترمذي، قال الذهبي‏:‏ ولا تعرف اهـ لكن قال الزين العراقي‏:‏ الحديث حسن‏.‏

8234 - ‏(‏من اقتراب الساعة كثرة القطر‏)‏ أي المطر ‏(‏وقلة النبات‏)‏ أي الزرع ‏(‏وكثرة القراء‏)‏ للقرآن ‏(‏وقلة الفقهاء‏)‏ أي الفقهاء بعلم طريق الآخرة كما بينه الغزالي ‏(‏وكثرة الأمراء وقلة الأمناء‏)‏ ولهذا قال عبد اللّه بن عمر فيما رواه أبو إسحاق عن سعيد بن وهب لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا‏.‏

- ‏(‏طب عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع اهـ فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب‏.‏

8235 - ‏(‏من أكبر الكبائر الشرك باللّه‏)‏ بأن يتخذ معه إلهاً غيره وخصه لأنه الأغلب في بلاد العرب حالتئذ والمراد ‏[‏ص 11‏]‏ الكفر بإشراك أو بغيره لكن يقال إن الكفر بالإشراك أكبر من الكفر بغيره ‏(‏واليمين الغموس‏)‏ أي الكاذبة سميت به لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، وفي قرنها بالشرك إيذان بأنه لا شيء أفحش منها‏.‏

- ‏(‏طس عن عبد اللّه ابن أنيس‏)‏ تصغير أنس رمز المصنف لحسنه وهو كما قال بل أعلى فقد قال الهيثمي‏:‏ رجاله موثوقون وقال ابن حجر‏:‏ سنده حسن‏.‏

8236 - ‏(‏من إكفاء الدين تفصح النبط‏)‏ بنون فموحدة مفتوحة بضبط المصنف جمعه أنباط كسبب وأسباب جيل ينزلون سواد العراق ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم ‏(‏واتخاذهم القصور في الأمصار‏)‏ جمع مصر‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ وفيه عمران بن تمام قال في الميزان‏:‏ عن أبي حاتم‏:‏ أتى بخبر منكر ثم ساقه اهـ قال في اللسان‏:‏ ولفظ أبي حاتم كان مستوراً حتى حدث عن أبي حمزة عن ابن عباس بهذا فافتضح‏.‏

8237 - ‏(‏من بركة المرأة‏)‏ على زوجها كما جاء مصرحاً في رواية ‏(‏تبكيرها بالأنثى‏)‏ تمامه عند الخطيب والديلمي ألم تسمع قوله تعالى ‏{‏يهب لمن يشاء إناثاً‏}‏ فبدأ بالاناث‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ وكذا الخطيب والديلمي كلهم ‏(‏عن واثلة‏)‏ بن الأسقع ورواه الديلمي عن عائشة مرفوعاً بلفظ من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث، قال السخاوي‏:‏ وهما ضعيفان اهـ بل أورده ابن الجوزي في الموضوعات فقال‏:‏ موضوع‏.‏

8238 - ‏(‏من تمام التحية الأخذ باليد‏)‏ أي إذا لقي المسلم المسلم فسلم عليه فمن تمام السلام أن يضع يده في يده فيصافحه فان المصافحة سنة مؤكدة كما مر غير مرة، قال ابن بطال‏:‏ الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة وذلك مستحب عند العلماء إنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ما روي فيه وأجازه آخرون لأن كعب بن مالك وصاحبيه قبلوا يد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم‏.‏ وجمع بأن المكروه تقبيل التكبر والتعظيم والمأذون فيه ما كان على وجه التقرب إلى اللّه لدين أو علم أو شرف ولهذا قال النووي‏:‏ تقبيل اليد لنحو صلاح أو علم أو شرف ونحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يندب ولنحو غنى أو شوكة أو وجاهة عند أهل الدنيا مكروه شديد الكراهة وقال المتولي لا يجوز‏.‏

- ‏(‏ت عن ابن مسعود‏)‏ قال المنذري‏:‏ رواه الترمذي عن رجل لم يسمه اهـ‏.‏ وقال الترمذي في العلل‏:‏ سألت عنه محمداً يعني البخاري فقال‏:‏ هذا حديث خطأ وإنما يروى من قول الأسود بن يزيد أو عبد الرحمن بن يزيد اهـ وفيه يحيى بن سليم الطائفي قال في الميزان‏:‏ قال أحمد‏:‏ رأيته يخلط في أحاديث فتركته ثم أورد له أخباراً هذا منها وقال ابن حجر‏:‏ في سنده ضعف‏.‏

8239 - ‏(‏من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم‏)‏ يعني العائد له ‏(‏يده على جبهته‏)‏ حيث لا عذر ‏(‏ويسأله‏)‏ عن حالته ‏(‏كيف هو‏)‏ زاد ابن السني في روايته ويقول له كيف أصبحت أو كيف أمسيت فإن ذلك ينفس عن المريض، قال ابن بطال‏:‏ في وضع اليد على المريض تنفيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحاً‏.‏ وقد يعرف العلاج فيعرف العلة فيصف له ما يناسبه‏.‏ وروى أبو يعلى عن عائشة أنه عليه السلام كان إذا عاد مريضاً يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول بسم اللّه لا بأس قال المؤلف‏:‏ رجاله موثقون ‏(‏وتمام تحيتكم بينكم‏)‏ أيها المسلمون ‏(‏المصافحة‏)‏ أي لا مزيد على السلام والمصافحة ‏[‏ص 12‏]‏ ولو زدتم على ذلك فهو تكلف‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ عن خلف بن الوليد عن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد اللّه بن زجر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة ‏(‏ت‏)‏ في الاستئذان عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن يحيى عن أيوب عن عبيد اللّه بن زجر عن علي بن زيد عن القاسم ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ قال الترمذي‏:‏ ليس إسناده بذاك، وفي موضع آخر‏:‏ فيه علي بن يزيد ضعيف اهـ‏.‏ وأورده في الميزان في ترجمة عبيد اللّه بن زجر من حديثه وقال‏:‏ عن ابن المديني منكر الحديث وعن ابن حبان‏:‏ يروي الموضوعات عن الأثبات، وأورده ابن الجوزي في الموضوع ولم يتعقبه المؤلف سوى بأن له شاهداً‏.‏

8240 - ‏(‏من تمام الصلاة‏)‏ أي مكملاتها ومتمماتها ‏(‏سكون الأطراف‏)‏ أي اليدين والرجلين والرأس وغيرها من جميع الأعضاء فإن ذلك يورث الخشوع الذي هو روح العبادة وبه صلاحها قال الإمام الرازي‏:‏ والخشوع تارة يكون من فعل القلب كالخشية وتارة من فعل البدن كالسكون وقيل لا بد من اعتبارهما، حكاه في تفسيره، وقال غيره‏:‏ هو معنى يقوم بالنفس يظهر عنه سكون ما في الأطراف بلازم مقصود العبادة ويدل على أنه من عمل القلب حديث عليٌّ الخشوع في القلب، أخرجه الحاكم وقال بعضهم‏:‏ نبه بهذا الحديث على أن الخشوع يدرك بسكون الجوارح إذ الظاهر عنوان الباطن وروى البيهقي بإسناد قال ابن حجر‏:‏ صحيح عن مجاهد‏:‏ كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود وكذا أبو بكر الصديق‏.‏ فالعبث مكروه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أبي بكر‏)‏ الصديق‏.‏

8241 - ‏(‏من تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار‏)‏ إشارة إلى قوله تعالى ‏{‏فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز‏}‏ وهذا قاله لمن قال له‏:‏ يا رسول اللّه علمني دعوة أرجو بها خيراً، ومقصود السائل المال الكثير فرده النبي صلى اللّه عليه وسلم أبلغ رد بقوله ذلك في الجواب من قبيل الكناية، وفيه من المبالغة والبداعة ما لا يخفى، فمن أشكل عليه مطابقة الجواب للسؤال لم يفهم شيئاً من أسرار ذلك المقال‏.‏

- ‏(‏ت عن معاذ‏)‏ بن جبل‏.‏

8242 - ‏(‏من حسن الصلاة‏)‏ وفي رواية من تمام الصلاة ‏(‏إقامة الصف‏)‏ أي تسوية الصفوف وإتمامها الأول فالأول فالمراد بالصف الجنس، قال ابن بطال‏:‏ وفيه أن تسوية الصفوف سنة لأن حسن الشيء أمر زائد على حقيقته التي لا يتحقق إلا بها وإن كان يطلق بحسب الوضع على بعض ما لم يتم بحسب الحقيقة إلا به ونوزع بأن لفظ الشارع لا يحمل على ما دل عليه الوضع في اللسان العربي وإنما يحمل على العرف إذا ثبت أنه عرف الشارع‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الصلاة ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وقال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

8243 - ‏(‏من‏)‏ قال الطيبي‏:‏ تبعيضية ويجوز كونها بيانية ‏(‏حسن إسلام المرء‏)‏ آثره على الإيمان لأنه الأعمال الظاهرة والفعل والترك إنما يتعاقبان عليها وزاد حسن ايماءاً إلى أنه لا يتميز بصور الإيمان فعلاً وتركاً إلا إن اتصفت بالحسن بأن توفرت شروط مكملاتها فضلاً عن المصححات وجعل الترك ترك ما لا يعني من الحسن ‏(‏ترك ما لا يعنيه‏)‏ بفتح أوله من عناه الأمر إذا تعلقت عنايته به وكان من قصده وإرادته، وفي إفهامه أن من قبح إسلام المرء أخذه فيما لا يعنيه والذي لا يعني هو الفضول كله على اختلاف أنواعه، والذي يعني المرء من الأمور ما تعلق بضرورة حياته في معاشه مما يشبعه ويرويه ويستر عورته ويعف فرجه ونحوه مما يدفع الضرورة دون ما فيه تلذذ وتنعم وسلامته في معاده وهو الإسلام ‏[‏ص 13‏]‏ والإيمان والإحسان وبذلك يسلم من سائر الآفات وجميع الشرور والمخاصمات وذلك أن حسن إسلامه ورسوخ حقيقة تقواه ومجانبته هواه ومعاناة ما عداه ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن أن يعوض فائته فيما لم يخلق لأجله فمن عبد اللّه على استحضار قربه من ربه أو قرب ربه منه فقد حسن إسلامه كما مر وأخذ النووي من هذا الخبر أنه يكره أن يسأل الرجل فيما ضرب امرأته قال بعضهم‏:‏ ومما لا يعني العبد تعلمه ما لا يهم من العلوم وتركه أهم منه كمن ترك تعلم العلم الذي فيه صلاح نفسه واشتغل بتعلم ما يصلح به غيره كعلم الجدل ويقول في اعتذاره نيتي نفع الناس ولو كان صادقاً لبدأ باشتغاله بما يصلح نفسه وقلبه من إخراج الصفات المذمومة من نحو حسد ورياء وكبر وعجب وتراوس على الأقران وتطاول عليهم ونحوها من المهلكات قالوا وذا الحديث ربع الإسلام وقيل نصفه وقيل كله‏.‏